ما هو الابتزاز الإلكتروني؟ وكيف تحمي نفسك منه؟

أمن وحماية
ما هو الابتزاز الالكتروني

الابتزاز الإلكتروني هو أحد أبرز الجرائم الإلكترونية التي تبدأ بتهديدات افتراضية لتصل بعدها إلى تبعات واقعية، حيث يُعتبر من أهم نتائج ثورة الاتصالات والمعلومات التي جعلت الكون كله كقرية صغيرة، يسمح من خلالها قيام الجاني باستهداف الضحية من خلال وسائل متنوعة للوصول إلى أهداف معينة.

تتزايد ظاهرة الابتزاز عن طريق الإنترنت بشكل كبير ويوماً عن يوم ترتفع نسبة الضحايا القابعة خلف الستار، وبالأخص من فئة المراهقين والنساء بسبب الخوف الكبير من انتشار الفضيحة أو من ردود أفعال الجاني في حال تقديم شكوى.

انطلاقاً من سعينا الدائم في هذا الموقع على تقديم أفضل المعلومات ومناقشة أهم القضايا التي تشغل حيزاً كبيراً من تفكيركم، سنتعرف سوياً على ماهية الابتزاز عن طريق الإنترنت وكيفية الحماية منه بالإضافة إلى أهم المعلومات التي يجب معرفتها.


ما هو الابتزاز الإلكتروني؟ وما هي أهم التفاصيل المتعلقة به؟

شهدت السنوات الأخيرة تزايداً واضحاً في نسبة الجرائم الإلكترونية بما فيها الابتزاز عبر الانترنت الذي يُقصد به القيام بانتهاكات تجاه منظمات أو أشخاص أو مجموعات وذلك باستخدام أحد وسائل التقانة العصرية بما فيها الحاسوب، يكون الغاية منه هو التشهير بالشخص وإلحاق الأذى به للحصول على بدائل مادية كالأموال أو البوح بأسرار أمنية عندما يتعلق الأمر بخصوصية أي مؤسسة، وفيما يلي أبرز أنواع التهديدات في هذا المجال:

  • التهديد في العمل: هو أحد أبرز أشكال الابتزاز عن طريق الإنترنت الذي يستهدف الشركات بشكل خاص، حيث يقوم الجاني بالحصول على بيانات حساسة متعلقة بالنشاط التجاري المُراد استهدافه وأهمها المعلومات المتعلقة بأسرار الملكية أو قائمة العملاء أو أي معلومات أخرى تمثل خطراً على المؤسسة في حال الإعلان عنها، حيث يقوم بعدها بتهديد صاحب العمل بأنه سيقوم بنشر المعلومات إذا لم يدفع له مقابل مادي.
  • التهديد في التشهير: هو قيام المبتز بطلب مال أو الحصول على أي خدمات أخرى مقابل عدم نشر معلومات تسيئ للضحية فمثلاً قد يلجأ المبتز إلى تهديد صاحب العمل بتوليد مراجعات سيئة لأي نشاط تجاري خاص بالمؤسسة، أو نشر شائعات مسيئة عن أي فرد للحصول على المنفعة التي يريدها.

الطرق المُستخدمة للقيام بعملية الابتزاز الإلكتروني:

يلجأ المجرم الإلكتروني إلى استخدام عدة طرق لابتزاز الضحية والتي سنذكر أهمها فيما يلي:

1) استخدام الصور الشخصية:

أدى التطور الكبير في أجهزة الهاتف النقالة إلى إصدار هواتف ذكية يمكن من خلالها التقاط الصور وتخزينها، ويُعتبر هذا الأمر بمثابة فرصة جيدة أمام أصحاب جرائم الابتزاز إلى تكريس هذا التطور لخدمتهم في حال فقدان الهاتف أو اختراق الحساب الشخصي على مواقع التواصل الاجتماعي، وبشكل أكبر عند امتلاك الجاني لتسجيلات صوتية وفيديوهات خاصة بالشخص المستهدف يمكن إجراء التعديلات عليها ثم تهديده بنشرها في حال عدم حصوله على ما يريد.

2) طريقة رانسوم:

تُعد هذه الطريقة من أخطر الطرق التي يمكن استخدامها للتهديد الإلكتروني والتي يُقصد بها إرسال برمجيات خبيثة إلى الموقع الإلكتروني أو الجهاز الخاص بالشخص المُستهدف، حيث يكون دور هذه البرمجيات سرقة البيانات المتوفرة على جهاز الضحية وتشفيرها، ثم البدء في تهديده إلى أن يتم تلبية مطلبه والسبب الأكثر شيوعاً لاستخدام هذه الطريقة هو الحصول على مبلغ مادي حيث يتم فك التشفير عند حصول الجاني على ما يريد.

أركان جريمة الابتزاز الإلكتروني:

يشمل هذا النوع من الجرائم على أركان رئيسية سنذكرها فيما يلي:

  • استخدام التكنولوجيا الحديثة كأجهزة الكمبيوتر والإنترنت.
  • الحصول على أموال أو خدمات أو ممتلكات من شخص عن طريق التخويف أو التهديد.
  • استخدام طرق مباشرة او غير مباشرة فقد ينطوي على أذى نفسي أو جسدي.

مراحل الابتزاز الإلكتروني:

تمر هذه العملية بعدة مراحل أساسية والتي سنذكرها في النقاط التالية:

  • مرحلة الطلب: وهي قيام الجاني بطلب شيء من الشخص المجني عليه.
  • مرحلة المقاومة: حيث يبدأ الشخص المُستهدف بالقلق والارتياب حيال تلبية هذا الطلب.
  • مرحلة الضغط: وهنا يقوم المُبتز بإحكام قبضته على الطرف الآخر لتصعيب الأمر عليه وإجباره على تلبية مطالبه.
  • مرحلة التهديد: يمكن القول أنها مرحلة التكشير عن الأنياب وإظهار العواقب السيئة لرفض القيام بالأمر.
  • مرحلة الإذعان: التي يبدأ فيها الشخص المجني عليه بالاستسلام والرضوخ لتنفيذ الطلب مقابل الصمت وعدم الإفصاح. عن أي شيء مسيئ له.
  • مرحلة التكرار التي يقوم بها الجاني بتكرار ذات الموقف بمراحل جنونية.

أنماط الابتزاز الإلكتروني:

يأخذ الابتزاز عبر الإنترنت عدة أشكال كالابتزاز العاطفي الذي يهدف للسيطرة العاطفية على الضحية وغيرها من الأشكال التي سنتحدث عنها فيما يلي:

1) الابتزاز المادي:

يقوم هذا النوع على اختراق أجهزة الحاسوب الخاصة بالفرد أو المؤسسة وسرقة البيانات والصور، ثم اللجوء إلى التهديد بالنشر أو الخضوع للأوامر بدفع مبلغ مادي.

2) الابتزاز الجنسي:

والذي يقوم على استغلال الضحية جنسياً من خلال الحصول على محتوى جنسي من الشخص بالإجبار أو سرقة محتوى خاص به من صور أو فيديوهات جنسية ثم تهديده بنشرها، حيث سُجلت العديد من حالات الانتحار لدى الفتيات الشابات بسبب هذا الأمر.

3) الابتزاز المنفعي:

ينتشر هذا النوع بين الوسط الإعلامي وأصحاب النفوذ للحصول على منفعة وذلك من خلال استغلال سلطة الضحية ونفوذه، كما يمكن أن يتم من أجل تحقيق مطالب تتعلق بسلطته كإخراج شخص من السجن أو إجراء حديث إعلامي يتم من خلاله الترويج لحدث ما يخدم مصالحه.

4) الابتزاز السياسي:

يهدف هذا النوع من الابتزاز إلى تحقيق مكاسب وأهداف سياسية واستراتيجية من خلال وصول الشخص المبتز إلى بيانات حساسة ومعلومات سرية تتعلق بالشخص المُستهدف وذلك باستخدام أساليب قرصنة إلكترونية، وتجدر الإشارة إلى هذا النوع يظهر بشكل واضح في فترة التصويت والانتخابات ضمن أجواء التنافس المنتشرة آنذاك.

أسباب القيام بالابتزاز الإلكتروني:

توجد مجموعة من الأسباب التي تدفع الشخص إلى القيام بهذا الأمر والتي سنحاول ذكرها فيما يلي:

  • الانحدار الأخلاقي وضعف الوازع الديني لدى الجاني.
  • الرغبة في الحصول على أي منفعة من الشخص المجني عليه.
  • إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وانتشارها بشكل واسع.
  • قيام بعض المواقع ببث محتوى يعمل على تأجيج المشاعر العاطفية للتأثير على فئة الشباب الأمر الذي يجعلهم عرضة للابتزاز.
  • عدم مراقبة الأبناء من قبل الأهل الأمر الذي يؤدي إلى تعرضهم للاستغلال من قبل الآخرين.
  • وجود دوافع انتقامية نتيجة علاقات اجتماعية فاشلة أو غيره بسبب النجاح في العمل ومحاولة التأثير على الضحية بأي شكل كان ضمن بيئة العمل أو بيئته الاجتماعية.
  • استخدام الأشخاص وتسخيرهم للسرقة أو تسريب بيانات هامة متعلقة بالعمل الذي يمارسه أو المؤسسة التي يعمل لصالحها، عن طريق التهديد بنشر خصوصياته إلى العامة.

آثار الابتزاز الإلكتروني:

تترك جريمة الابتزاز عبر الإنترنت آثاراً كبيرة على الفرد والمجتمع حيث تؤدي إلى حدوث اضطرابات نفسية تصيب الشخص المُستهدف نتيجة الضغط المستمر عليه من قبل الجاني من أجل تنفيذ ما يرغب به وإلا سيقوم بنشر المحتوى الذي يملكه على العلن، الأمر الذي يؤدي إلى دخوله في حالة دائمة من القلق والترقب من تبعات هذا الأمر.

كما يؤدي إلى تدهور الصحة النفسية بشكل خاص عندما يُطلب منه القيام بأعمال جنسية، الأمر الذي ينعكس أيضاً على  صحته الجسدية كاضطرابات النوم والتغذية والنوم بالإضافة إلى اضطرابات في الجملة العصبية نتيجة الإرهاق الشديد، والأشد خطورة من جميع ما ذُكر أن هذا الضغط المستمر قد يدفع الشخص المستهدف إلى الانتحار وإنهاء حياته عند شعوره بالعجز عن تنفيذ هذه المطالب.

تجدر الإشارة إلى أن هذه الآثار السلبية لا تنحصر على الفرد بل أيضاً على أمن المجتمع واستقراره، فهذا النوع من الجرائم قد يدفع الشخص إلى القيام بأفعال شائنة أخرى مثل القتل والسرقة لتأمين المبلغ المطلوب، علاوةً على التفكك الأسري وانهيار العلاقات الاجتماعية وتعرض عدد كبير من الأشخاص لتشويه السمعة والخذلان الاجتماعي.

دور القانون في الحد من ظاهرة الابتزاز الإلكتروني:

يلعب القانون دوراً هاماً وفعالاً في الحد من هذه الظاهرة من خلال ما يلي:

  • سن تشريعات وعقوبات صارمة بحق مرتكبي هذه الجرائم.
  • تعزيز الوعي لدى المواطنين حول هذه الجرائم وكيفية التعامل معها وضرورة إبلاغ الأفراد عن الابتزاز الذي يتعرضون له.
  • تدريب الموظفين في المؤسسات والشركات على طريقة التعامل مع هذه الجرائم.
  • تكريس التكنولوجيا في الحد من انتشار هذه الظاهرة عن طريق استخدام برامج الحماية والأمان للحفاظ على البيانات الشخصية.

الإجراءات التي يجب اتباعها عند التعرض للابتزاز:

عند تعرضك للابتزاز عن طريق الإنترنت عليك بدايةً التفكير بروية وهدوء ثم التقيد بالأمور التالية:

  • عدم التجاوب مع الشخص الذي يقوم بابتزازك مهما كان المحتوى حساس أو حقيقي.
  • محاولة الاحتفاظ بنسخة من الرسائل والتهديد المُرسلة إليك دون فتحها أو قبولها مع ضرورة عدم حذفها لأنها تعتبر بمثابة أدلة تحميك.
  • اللجوء إلى شخص موثوق يمدك بالدعم اللازم ويقف بجوارك.
  • الذهاب إلى الهيئة المتخصصة في مكافحة الجرائم الإلكترونية للحصول على مساعدة احترافية بسرية تامة.
  • عدم إشعار المُبتَز أنك خائف أو سترضخ لأوامره.
  • تجنب تحويل أي مبلغ مادي أو إعطاءه أرقام الحسابات والبطاقات البنكية التي تملكها.

كيف تحمي نفسك من التعرض للابتزاز الإلكتروني؟

نتيجة الانتشار الواسع لهذه الظاهرة التي رافقت ظهور التقنيات الرقمية بات من الضروري جداً التفكير بطريقة الحماية من التعرض لهذا الأمر وفيما يلي سنذكر أهم النقاط التي يجب اتباعها:

  • استخدام كلمات سر قوية على جميع حسابات السوشيال ميديا وتغييرها بشكل دوري مع التركيز على صعوبتها بحيث لا يمكن تخمينها أو التنبؤ بها، حيث عليك الابتعاد عن تاريخ ميلادك بل اجعلها مزيجاً من الأرقام والحروف غير المتتابعة.
  • التحلي بالقوة والذكاء.
  • ضبط إعدادات الخصوصية على المواقع الإلكترونية وتأمين حساباتك وبياناتك الشخصية عبر الإنترنت.
  • عدم إرسال أي محتوى شخصي لأي شخص مهما كان السبب.
  • عدم القيام بأي تسجيلات صوتية أو فيديوهات مع الغرباء بصرف النظر عن الأسباب التي تدفعك للقيام بذلك.
  • تنظيف الهاتف جيداً قبل بيعه إلى أي شخص مهما كانت صلة القرابة التي تجمعك به، حيث عليك فرمتة الجهاز بشكل لا يمكن استعادة أي بيانات محذوفة، ثم ملئ الجهاز بصور عادية  أو أغاني وبعدها القيام بعملية الفرمتة مجدداً إذا أراد المشتري استرجاع المحذوفات ستظهر له هذه الأشياء غير الخاصة بك.
  • عدم التفاعل أو الدخول إلى روابط وإعلانات مجهولة تتواجد على المواقع الإلكترونية لأن معظمها هدفه سرقة البيانات الشخصية.
  • عدم مراسلة أو قبول طلبات الصداقة من أشخاص مجهولين.
  • ربط الحسابات الشخصية على مواقع التواصل الإجتماعي برقم هاتف أو البريد الإلكتروني الخاص بك ليتم إعلامك إذا تم تسجيل محاولات اختراق.

هكذا نكون قد تعرفنا في ختام هذا المقال على الابتزاز الإلكتروني الذي يُعتبر أهم التحديات التي تواجه عدد كبير من أفراد المجتمع في عصرنا الراهن، حيث تحدثنا عن أسبابه، عوامله كيفية مواجهته، بالإضافة إلى الأمور التي يجب مراعاتها لتجنب التعرض لهذه المشكلة لاحقاً.

اقرأ أيضًا: كيفية إنشاء صفحة ويكيبيديا

شارك الموضوع:
× تواصل معنا